العودة

· ولد في شباط من عام 1913 في مدينة بيروت . والده محمد شاكر الطيبي – من الرعيل الاول لنشؤ الصحافة اللبنانية – وقد اسس جريدة "الاخاء العثماني" سنة 1908 على اثر اعلان الدستور في السلطنة . ولما انتهى الحكم العثماني عام 1918 صار اسم جريدته " الاخاء " . واستمرت في الصدور حتى وفاته سنة 1929 .
· والدته آمنة عمر العريس
· تلقى دروسه في مدرسة الولاية .
· بدأ حياته الصحفية مخبراً ثم محرراً . عمل في اكثر الجرائد والمجلات اللبنانية التي كانت تصدر قبل الحرب العالمية الثانية .
· انشأ جريدة "اليوم" عام1937 وحمل فيها لواء استقلال لبنان ومقاومة الانتداب . وجعل من مكاتبها ملتقى المناضلين الوطنين من اللبنانيين واخوانهم العرب . وصارت "اليوم " منبر الثورة الفلسطينية وصوت رجالاتها الاحرار.
· قام بدور بارز في الاحداث التي شهدها العراق ، ولاسيما في الثورة الوطنية الكبرى التي قادها المغفور له رشيد عالي الكيلاني – رحمه الله – ضد السيطرة البريطانية ، ومن اجل القضايا العربية عامة ، وقضية فلسطين بالاخص .
· تعرض للعسف والاضطهاد والنكاية المؤذية . وعندما دخلت الجيوش الانكليزية والفرنسية الديغولية لبنان (1941) اضطر لان يلجأ الى استنبول ثم غادرها الى برلين حيث تسلم رئاسة المكتب العربي ، وهو المكتب الذي صار هيئة رسمية تمثل العرب خلال الحرب في اوروبة المحتلة .
· في عام 1943 اعلن استقلال لبنان وسورية وكانا محتلين من قوات الحلفاء ، فحاولت المانيا مهاجمة الاستقلال بحجة ان الانكليز اعلنوه ، ولكن عفيف الطيبي وقف في وجه تلك المحاولة واقنع وزارة الخارجية الالمانية بوجوب الاعتراف باستقلال البلدين لانه حصيلة جهاد ونضال شعبين طويلين حتى قيل : "ان المانيا وبريطانيا المتحاربتين التقيتا على موقف واحد ".
· ساند ، في تلك المرحلة الخطير ، جميع الحركات الوطنية في اقطار العرب ، ولاسيما في المغرب وفي تونس . وقد اشاد الرئيس الحبيب بورقيبة بفضله وجهده في هذا السبيل . وعندما قلده وسام الاستقلال التونسي في الحفلة التي اقامها له في قصر الرئاسة بقرطاجة قال الرئيس عن رفيق الجهاد : " ان عفيف الطيبي صاحب فضل كبير على استقلال تونس ".
· كان له حدس نيرفي التفهم و الاستنتاج ، واطلاع واسع المدى على الشؤون العربية ، وعلى السياسة الدولية . وقد ا كسبته اقامته في اوروبة خمس سنوات خبرة عميقة في وزن الاحداث وتحليلها تحليلاً صحيحاً ، وازداد مرونة رضية رافقته في تصرفه الشخصي واعماله كلها ، وقد احبها فيه جميع الذين عاونوه وعاملوه حتى قيل فيه : " ان عفيف الطيبي يستحيل ان يسيء الى انسان ". وفي هذا الطيب الاصيل كمنت قوته وعبقريته فكان حبيب الناس .
· في عام 1945 اعتقلته سلطات الاحتلال البريطاني في المانية ونقلته الىالمعسكر العسكري في ضواحي نابولي تمهيداً لمحاكمته ، ولكنه استطاع بتدبير سري ان يتصل بصديقه الشيخ بشاره الخوري ( وكان قد صار رئيساً للجمهورية اللبنانية المستقلة ) ويبسط له حقيقة وضعه ، فتدخل الرئيس الوفي – رحمات الله عليه – في امر رفيق الجهاد واصر لدى الحلفاء على وجوب تسليمه لحكومة وطنه ، فانقذ السجين من الانتقام البريطاني . وظل عفيف الطيبي يذكر وفاء صديقه الرئيس الخوري طوال العمر.
· عاد الى لبنان عام 1946 ، واستأنف فوراً اصدار جريدته " اليوم "
· كان يجيد العربية والفرنسية والالمانية ، مع المام بالانكليزية ، ومنح كثيراً من الاوسمة العليا من بلدان الشرق والغرب .
· انتخبته الصحافة اللبناينة ،بالاجماع ، نقيباً لها عام1958 ، وجددت له الولاية ، بالاجماع ، ثانية وثالثة . وانتخب نقيباً للمرة الرابعة ، بما يكاد يكون اجماعاً ، في اواخر كانون الاول سنة1965 ، قبيل انطفاء سراج حياته .
· في عهد نقابته تم وضع مشروع قانون التقاعد وصندوق الاسعاف للصحفيين . وهو صاحب فكرة الرقابة الذاتية التي صارت مناراً يحتذى في ممارسة الحرية الصحيحة ضمن الاطار الديمقراطي الامثل . ووضع "ميثاق الشرف "، وباشر مشروع الدار الصحيفة ، وهو المشروع الذي وضع حجر اساسه في احتفال تاريخي ثم بدأ في بنائه .
· عرف اكثر بلدان العالم . زار ثلاثاً وعشرين عاصمة في الشرق والغرب ، مدعواً من حكوماتها، او عضواً في وفود رسمية او صحفية ، وفي كل منها بسط قضية فلسطين بحكمة وايمان وجرأة ادهشت سامعيه .
· في اليوم الاول من كانون الثاني من سنة 1966 ، وفي مكتبه في "اليوم" دهمته السكتة القلبية فاستقبلها باسماً مطمئناً ، اذ ابى الا ان يظل وجهه باشا للذين يقع نظرهم عليه للمرة الاخيرة 0